عربة ترام

تذاكر....تذاكر((تك ....تك))

تذاكر تذاكر (( تك ....تك))

هكذا يقول قاطع التذاكر فى عربة الترام (( الكمسرى ))

للراكبين ..

فيسير فى العربه كاكل يوم يرى اشكال كثيره منها

التى يراها بستمرار ومنها التى لا يعرفها 

منها المهموم والحزين والفرح والسعيد 

منها الكثير والكثير منا الاناس التى تراهم كل يوم 

------

يلا يا اشرف عاوزين نستخبى من الكمسرى علشان مش يشوفنا 

كان هذا كلام سعيد لصديقه اشرف الطلفين الصغيرين 

اللذان لم يتعدى عمرهم العشر سنوات

طيب يا سعيد شايف المكان ده عم شريف مش هيشفنا هنا يلا نستخبى 

ومع هذه الكلمات وضع احدهم يديه على كتف اشرف 

وكان هذا عم شريف الكمسرى

يابنى انت وهو هو انا مش ورايا غيركم 

كل يوم امسكم انتم ايه مش بتبطلوا 

انتم معجونين بمية عفريت...

فجرى الاثنين من امامه واختفوا داخل الحشد الممتلئ فى الترام

فهدى بعض الناس عم شريف

ثم سار اليوم كالمعتاد بما فيه من اشياء 

وفى نهايه اليوم سلم عم شريف عهدته واتجه نحو

الاستراحه فكان هناك بعض العمال الاخرين يسترحون قبل الذهاب الى المنزل

فنظر عم محمود صديق عم شريف اليه

قائلا ايه يا شريف مالك شكلك مشايق كده

تنهد عم شريف ثم قال 

هييييييييييي يا محمود الدنيا بقيت صعبه اوى 

مفيش حد طايق حد 

حتى انا مش بقيت طايق نفسى مش بقيت طايق اسمع

كلمه من حد 

فتعجب محمود وهويقول ليه بس كده يا شريف ايه اللى حصل

اللى حصل كتير اوى يا محمود 

التعب اللى بقيت بتعبه من الناس اللى بشوفها كل يوم

المناظر اللى بشوفها كل دقيقه 

الناس اللى بقيت فكرانى بحط الفلوس فى جيبى 

حتى الاطفال بقوا خلاص عفريت 

كل يوم بشوف حاجات كتيره اوى بتتعبنى 

انت مش فاكر الحادثة اللى حصلت الاسبوع اللى فات 

ولا الوالد اللى كان هيموت وهو اقف على الباب 

حاجات كتير اوى يا محمود والله

فنظر اليه محمود ثم قام ليهدئ من ورع عم شريف 

والله انت حد طيب يا شريف 

وطبتك دى هى اللى مخلياك كده علشان مفيش حد بيفكر زيك كتير

كله بقى بيفكر فى نفسه ومحدش عاجبه حاله

هقلك نصيحه من اخ اصغر منك يا شريف بس انت عارف اننا اخوات ازاى 

متخليش حاجه تاثر عليك بالسلبى لانك لو فكرت فى الحاجات دى 

هتتعب اكتر بالعكس حاول تعرف هى حصلت ليه وتخليها مش تحصل تانى

وانت فى الاول والاخر ماسك عربة ترام 

يعنى شوفت كتير ولسه هشتوف اكتر فمش تخلى الزعل يعمل فيك كده او موقف 

معين يتعبك ....

وعلى هذه الكلمات سمع صوت اذان المغرب 

فقال محمود لعم شريف يلا بقى علشان نصلى المغرب 

فنطلق الاثنين نحو المسجد على امل ان تريحهم الصلاه من الشعور الداخلى الذى بهم

--------

Posted in: قصة قصيرة